تقرير أممي: مليار شخص يفتقرون إلى مرافق صحية مزودة بإمدادات كهربائية موثوقة

تقرير أممي: مليار شخص يفتقرون إلى مرافق صحية مزودة بإمدادات كهربائية موثوقة

يتلقى نحو مليار شخص في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط الأدنى -أي شخص واحد من بين كل 8 من سكان العالم- خدمات في مرافق صحية تفتقر إلى إمدادات كهربائية موثوقة، وفقا لتقرير جديد صدر عن منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) ومنظمة الطاقة المستدامة للجميع.

ووفقا للتقرير الذي نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، يعد الحصول على الكهرباء أمرا بالغ الأهمية لتوفير رعاية صحية جيدة، من ولادة الأطفال إلى إدارة حالات الطوارئ مثل النوبات القلبية، أو تقديم التحصين المنقذ للحياة.

ويشير التقرير إلى أنه بدون كهرباء موثوقة في جميع مرافق الرعاية الصحية، لا يمكن الوصول إلى التغطية الصحية الشاملة.

ويقدم التقرير المشترك الذي حمل عنوان: "تنشيط الصحة: تسريع الوصول إلى الكهرباء في مرافق الرعاية الصحية" أحدث البيانات حول كهربة مرافق الرعاية الصحية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، كما أنه يقدم تصورا حول الاستثمارات المطلوبة لتعميم الكهرباء بصورة كافية وموثوقة في مجال الرعاية الصحية.

وقالت المديرة العامة المساعدة المعنية بشؤون السكان الأكثر صحة في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة ماريا نيرا: "الحصول على الكهرباء في مرافق الرعاية الصحية يمكن أن يحدث فرقا بين الحياة والموت.. الاستثمار في طاقة موثوقة ونظيفة ومستدامة لمرافق الرعاية الصحية ليس فقط أمرا حاسما للتأهب للجوائح، بل هو ضروري أيضا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، فضلا عن زيادة المرونة والتكيف مع المناخ".

وأكد التقرير الحاجة للكهرباء لتشغيل معظم الأجهزة الأساسية، من المصابيح ومعدات الاتصالات إلى التبريد، أو الأجهزة التي تقيس العلامات الحيوية مثل ضربات القلب وضغط الدم، وهي ضرورية لكل من الإجراءات الروتينية والطوارئ.

وعندما تتمكن مرافق الرعاية الصحية من الوصول إلى مصادر موثوقة للطاقة، يمكن تشغيل المعدات الطبية الحيوية وتعقيمها، ويمكن للعيادات الحفاظ على اللقاحات المنقذة للحياة، ويمكن للعاملين الصحيين إجراء العمليات الجراحية الأساسية أو ولادة الأطفال كما هو مخطط لها.

ولكن برغم ذلك، يفتقر أكثر من مرفق صحي واحد من بين كل 10 في جنوب آسيا ودول إفريقيا جنوب الصحراء إلى أي إمكانية للوصول إلى الكهرباء على الإطلاق، بينما لا تتوفر الكهرباء الموثوقة لنصف المرافق في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفقا للتقرير.

وعلى الرغم من إحراز تقدم في السنوات الأخيرة في كهربة مرافق الرعاية الصحية، فإن ما يقرب من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يتلقون خدماتهم في مرافق صحية لا تتوفر فيها إمدادات كهربائية موثوقة، أو بدون كهرباء على الإطلاق.

وللتوضيح، فإن هذا العدد يعادل جميع سكان الولايات المتحدة وإندونيسيا وباكستان وألمانيا مجتمعين.

كما أشار التقرير إلى التفاوتات الصارخة في الحصول على الكهرباء داخل البلدان، إذ تقل احتمالية حصول مراكز الرعاية الصحية الأولية والمرافق الصحية الريفية على الكهرباء بشكل كبير مقارنة بالمستشفيات والمرافق الموجودة في المناطق الحضرية.

ويعد فهم هذه الفوارق أمرا أساسيا لتحديد الأماكن التي تشتد الحاجة فيها إلى الإجراءات، ولإعطاء الأولوية لتخصيص الموارد حيث تنقذ الأرواح.

ويشير التقرير إلى أن الوصول إلى الكهرباء هو عامل تمكين رئيسي للتغطية الصحية الشاملة، وبالتالي يجب اعتبار تعميم الكهرباء في مرافق الرعاية الصحية أولوية قصوى للتنمية تتطلب دعما واستثمارات أكبر من الحكومات، وشركاء التنمية، ومنظمات التمويل، والتنمية.

وفقا لتحليل البنك الدولي المتضمن في التقرير، فإن ما يقرب من ثلثي مرافق الرعاية الصحية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل -أي نحو 64%- تتطلب شكلا من أشكال التدخل العاجل على سبيل المثال، إما توصيل كهرباء جديدة أو نسخة احتياطية من نظام الطاقة، وهناك حاجة ماسة لحوالي 4.9 مليار دولار لجعلها تصل إلى الحد الأدنى من مستوى الكهرباء.

وتعد حلول الطاقة المستدامة اللامركزية، على سبيل المثال القائمة على أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ليست فعالة فقط من حيث التكلفة ومراعاتها للبيئة، ولكنها أيضا قابلة للنشر بسرعة في الموقع، دون الحاجة إلى انتظار وصول الشبكة المركزية، وهي متاحة بسهولة، وسيكون تأثيرها على الصحة العامة هائلا. 

وأشار التقرير إلى أن بناء أنظمة رعاية صحية قادرة على التكيف مع المناخ يعني بناء مرافق وخدمات يمكنها مواجهة تحديات تغير المناخ، مثل الظواهر الجوية المتطرفة، مع تحسين الاستدامة البيئية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية